Sunday, December 26, 2010

راديو حريتنا:

من بيروت إلى وادى رم.. كتاب جديد لعلاء مصباح

نشر بتاريخ : 26 ديسمبر 2010

يصدر في معرض الكتاب 2011 كتاب جديد للكاتب الشاب علاء مصباح بعنوان "من بيروت إلى وادى رم" عن دار نهضة مصر.

الكتاب من أدب الرحلات وهو التجربة الثانية لعلاء مصباح الطالب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بعد كتابه "هذه هي أمريكا".

Saturday, December 25, 2010

مقدمة كتابى : من بيروت إلى وادى رم



عندما كتبت كتابى عن أمريكا، كنت أكتب عن وجهة نظرى تجاه بلد أراها كل يوم على شاشات التليفزيون فى نشرات الأخبار وفى الأفلام الهوليودية وفى المسلسلات التليفزيونية..بلد قرأت عنها كثيرا ودرست عنها أيضا وكتب المئات غيرى عنها..اليوم عندما أكتب عن بلاد الشام وعن وطننا العربى أشعر بأننى أكتب حقا عما وددت أن أقرأه قبل أن أٌقوم بهذه الرحلة، لكننى للأسف لم أجد ما أقرأه بهذا الصدد.
إحدى وعشرون يوماً خلال صيف 2009 قضيتهم فى رحلةٍ طويلةٍ مرهقة – لكنها بالطبع شديدة الإمتاع- من بيروت إلى القاهرة براً..الرحلة التي لم أُرتب لها بدأت فى العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة التي لا يمكنك أن تزورها دون أن تنبهر بجمالها وأناقتها ونظامها، ولا يمكنك أن تتخيل أنها قد شهدت حرباً شعواء منذ ثلاث سنوات فحسب، وأنها كانت منذ عشرين عاماً فحسب رماداً وأنقاضاً بعد خمسة عشر عاماً من الحرب الأهلية.
فى بيروت كنت واحداً من أكثر من مائة شاب من مختلف دول العالم ينظمون أول نموذج دولي للأمم المتحدة فى لبنان، وكنت قد رتبت أن ينتهي المؤتمر فأعود أدراجي إلى القاهرة، لكن خططي تغيرت تماماً عندما قابلت كريس..كان كريس شاباً سويسرياً متحمساً مغرماً بالحضارة العربية والإسلامية..بهرنى عندما حدثني عن رحلته الطويلة التي بدأها قبل شهرٍ في أسطنبول وينوى استكمالها إلى سوريا والأردن و أخيراً مصر.
داعبت أحلامه خيالي ووجدت نفسي أُلمِحُ له إذا كان بإمكانى أن أنضم إليه فى رحلته، فرحب بى بحماسٍ شديد، وهكذا وجدت نفسي أنضم إليه وإلى صديقه هنرى لنبدأ معا رحلتنا عبر بلاد الشام.
أعترف أنني تعلمت كثيراً خلال الأيام العشرين التي قضيناها مرتحلين عبر هذه البلاد.. فى البداية كنت أشعر بالمسئولية الثقيلة، ووجدتُ نفسي العربي الوحيد بين جماعة من الأجانب، لا أفهم لغتهم ولا يفهمون لغتي، وبدأت أشعر بالغربة بينهم ونحن ننتقل من بيروت إلى شمال لبنان ثم نعود أدراجنا لنعبر الحدود إلى دمشق، ثم نختلف مع عامل الفندق فى دمشق لأنه لا يريدني أن أقيم معهما فى غرفة واحدة لأن ذلك "ممنوع"، ووجدت نفسي مسئولاً عن حمايتهما من الغش اللذي يتعرضان له باستمرارٍ من جانب السوريين لأنهما "سائحان"، كما تحتم على هويتي كعربي أن أتولى كل مهام التعامل مع المحليين من سائقى التاكسي وحتى الباعة الجائلين!
لكن مع الوقت زاد استمتاعي بمهمتي غير المألوفة.. فصرت أعتبر نفسي سفيراً عن جنسي وديني أمام اثنين من الأجانب، مطالباً بصفةٍ دائمة أن أُقدم لهما الصورة المشرقة من حضارتنا.. نزور معاً المسجد الأموي الكبير ونمضي إلى قبر سيدنا يحيى –عليه السلام- ثم قبر صلاح الدين الأيوبي ونقف أمام مقام سيدنا الحسين الذي يقول السوريون أن رأس الحسين بن علي قد دفنت هناك.
في صلاة الجمعة أصر "هنري" أن يأتي معي ويؤدى الصلاة وسط عشرات الآلاف من المصلين فى مشهد أثار دهشته وانبهاره.. فى الصحراء الأردنية أتعامل مع البدو وأفاصل معهم في أسعارهم وأحاول أن أجد تخفيضاً لنا وهم مشتتون لا يعرفون هل يعاملونا معاملة الأجانب أم معاملة العرب –لأنني هناك!
أجمل ما في الرحلة هو محاولاتنا الدائمة لأن نستوعب الاختلاف بين الدول الثلاث التي زرناها.. ساعتان فحسب نقلتنا من بيروت إلى دمشق كانت كأننا انتقلنا بين عالمين مختلفين تمام الاختلاف، ساعتان أخريتان نقلتنا من  دمشق إلى عمان، فدخلنا عالماً ثالثاً..أبسط مثال على ذلك العلم اللبناني الذي كنا نراه في مكان في لبنان، صورة حافظ الأسد المعلقة في كل مرمى وعلى كل مبنى وفي مقدمة كل متجرٍ في سوريا، الشوارع والمساجد والنوادي التي تحمل أغلبها أسماء العائلة الملكية فى الأردن.
انتهت رحلتنا الطويلة فى القاهرة..اصطحبت صديقيَ السويسريين إلى رحلة لن ينسياها إلى مسقط رأسي فى الدقهلية، ثم عُدنا إلى القاهرة نجوب شوارع الحسين وخان الخليلى وقضينا أخر ليالينا فى ساقية الصاوي على ضفاف النيل، قبل أن أودعهما وهما فى غاية الحزن والأسف لأن جولتهما فى الشرق الأوسط قد انتهت..
الآن وأنا أستعيد معكم هذه الرحلة أتذكر عشرات الدروس التي تعلمتها من صديقي السويسريين باعتبارهما محترفي سفر، وأعرف أنني رغم ضيقي خلال الأيام الأولى للرحلة إلا أنني استمتعت جدا بتبادل الآراء وخوض المناقشات الحامية واختلافاتنا التي تقع من حين لآخر..أستعيد كل هذا ولا أصدق أننا صعدنا معاً الجبال فى لبنان، وتجولنا معاً فى شوارع المدينة القديمة لدمشق، ونمنا معاً فى قلب الصحراء الأردنية، وعانينا الأمرَين على ظهر الباخرة الذاهبة إلى ميناء نويبع، وأجد نفسي أفتقد المدينة الجميلة التي أحببتها قبل أن أراها وهمت بها عشقا بعد أن رأيتها.."ست الدنيا" كما سماها نزار قبانى..بيروت 

لولاهم لما كان هذا الكتاب
فريق نموذج لبنان الدولى للأمم المتحدة Lebimun
رفقاء الرحلة : الصديقان العزيزان من سويسرا كريستوفر وهنرى
ومن البرتغال سيلفيا وخيتا
ومن سوريا عيد وأصدقائه
وكل الأصدقاء فى لبنان وسوريا والأردن على مساعدتهم



من بيروت إلى وادى رم
أدب رحلات
يصدر فى معرض القاهرة الدولى للكتاب
نهضة مصر للنشر والتوزيع