صدر عن دار نهضة مصر للنشر، ضمن سلسلة كتب للشباب، كتاب جديد بعنوان "من بيروت إلى وادى رم" للكاتب علاء مصباح، وهو كتاب يتضمن حكايات 21 يومًا عبر بلاد الشام، ويقع فى 125 صفحة من القطع الصغير.
ويقول المؤلف فى مقدمة كتابه: واحد وعشرون يومًا خلال صيف 2009 قضيتها فى رحلة طويلة مرهقة، لكنها بالطبع شديدة الإمتاع، من بيروت إلى القاهرة برًّا؛ الرحلة التى لم أرتب لها بدأت فى العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة التى لا يمكنك أن تزورها دون أن تنبهر بجمالها وأناقتها ونظامها، ولا يمكنك أن تتخيل أنها قد شهدت حربًا شعواء منذ ثلاث سنوات فحسب، وأنها كانت منذ عشرين عامًا فحسب رمادًا وأنقاضًا بعد خمسة عشر عامًا من الحرب الأهلية.
ويضيف: فى بيروت كنت ضمن أكثر من مائة شاب من مختلف دول العالم يقيمون أول نموذج دولى للأمم المتحدة فى لبنان، وكنت رتبت أن ينتهى المؤتمر فأعود أدراجى إلى القاهرة، لكن خططى تغيرت تمامًا عندما قابلت كريس..كان كريس سويسريًا مغرمًا بالحضارة العربية والإسلامية، بهرنى عندما حدثنى عن رحلته الطويلة التى بدأها قبل شهر فى اسطنبول ثم إلى سوريا والأردن وأخيرًا مصر، داعبت أحلامه خيالى، ووجدت نفسى ألمح له إذا كان بإمكانى أن أنضم إليه فى رحلته، فرحب بى بحماس شديد، وهكذا وجدت نفسى أنضم إليه وإلى صديقه "هنرى" لنبدأ معًا رحلتنا عبر بلاد الشام.
ويتابع: أعترف أننى تعلمت كثيرًا خلال الأيام العشرين التى قضيناها مرتحلين عبر هذه البلاد، فى البداية كنت أشعر بالمسئولية الثقيلة، ووجدت نفسى العربى الوحيد بين جماعة من الأجانب، لا أفهم لغتهم ولا يفهمون لغتى، وبدأت أشعر بالغربة بينهم، ونحن نتنقل من بيروت إلى شمال لبنان، ثم نعود أدراجنا لنعبر الحدود إلى دمشق، ثم نختلف مع عامل الفندق فى دمشق؛ لأنه لا يريدنى أن أقيم معهما فى غرفة واحدة لأن ذلك ممنوع، ووجدت نفسى مسئولاً عن – كما تحتم على هويتى كعربى – حمايتها من الغش الذى يتعرضان له باستمرار من جانب السوريين لأنهما سائحان، وأن أتولى كل مهام التعامل مع المحليين من سائقى التاكسى حتى الباعة الجائلين.
لكن مع الوقت زاد استمتاعى بمهمتى غير المألوفة، فصرت اعتبر نفسى سفيرًا عن جنسى ودينى أمام اثنين من الأجانب، مطالبًا بصفة دائمة أن أقدم لهما الصورة المشرفة من حضارتنا، نزور معاً المسجد الأموى الكبير ونمضى إلى قبر سيدنا يحيى - عليه السلام – ثم قبر صلاح الدين الأيوبى، ونقف أمام مقام سيدنا الحسين، الذى يقول السوريون إن رأس الحسين بن على قد دفن فيه.
وفى صلاة الجمعة أصر "هنرى" أن يأتى معى ويؤدى الصلاة وسط عشرات الآلاف من المصلين فى مشهد أثار دهشته وانبهاره، وفى الصحراء الأردنية أتعامل مع البدو وأفاصل معهم فى أسعارهم وأحاول أن أجد تخفيضًا لنا وهم مشتتون لا يعرفون هل يعاملوننا معاملة الأجانب أم معاملة العرب؛ لأننى هناك.
ويقول مصباح: إن أجمل ما فى الرحلة هو محاولتنا الدائمة لأن نستوعب الاختلاف بين الدول الثلاث التى زرناها، ساعتان فحسب نقلتنا من بيروت إلى دمشق، كانت كأننا انتقلنا بين عالمين مختلفين تمام الاختلاف، ساعتان أخريان نقلتنا من دمشق إلى عمان، فدخلنا عالماً ثالثًا.. أبسط مثال على ذلك العلم اللبنانى الذى كنا نراه فى كل مكان فى لبنان، صورة حافظ الأسد المعلقة فى كل مرمى وعلى كل مبنى وفى مقدمة كل متجرٍ فى سوريا، الشوارع والمساجد والنوادى التى تحمل أغلبها أسماء العائلة الملكية فى الأردن.
انتهت رحلتنا الطويلة فى القاهرة، اصطحبت صديقىَّ السويسريين إلى رحلة لن ينسياها إلى مسقط رأسى فى الدقهلية، ثم عدنا إلى القاهرة نجوب شوارع الحسين وخان الخليلى وقضينا آخر ليالينا فى ساقية الصاوى على ضفاف النيل، قبل أن أودعهما وهما فى غاية الحزن والأسف، لأن جولتهما فى الشرق الأوسط قد انتهت
ويقول المؤلف فى مقدمة كتابه: واحد وعشرون يومًا خلال صيف 2009 قضيتها فى رحلة طويلة مرهقة، لكنها بالطبع شديدة الإمتاع، من بيروت إلى القاهرة برًّا؛ الرحلة التى لم أرتب لها بدأت فى العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة التى لا يمكنك أن تزورها دون أن تنبهر بجمالها وأناقتها ونظامها، ولا يمكنك أن تتخيل أنها قد شهدت حربًا شعواء منذ ثلاث سنوات فحسب، وأنها كانت منذ عشرين عامًا فحسب رمادًا وأنقاضًا بعد خمسة عشر عامًا من الحرب الأهلية.
ويضيف: فى بيروت كنت ضمن أكثر من مائة شاب من مختلف دول العالم يقيمون أول نموذج دولى للأمم المتحدة فى لبنان، وكنت رتبت أن ينتهى المؤتمر فأعود أدراجى إلى القاهرة، لكن خططى تغيرت تمامًا عندما قابلت كريس..كان كريس سويسريًا مغرمًا بالحضارة العربية والإسلامية، بهرنى عندما حدثنى عن رحلته الطويلة التى بدأها قبل شهر فى اسطنبول ثم إلى سوريا والأردن وأخيرًا مصر، داعبت أحلامه خيالى، ووجدت نفسى ألمح له إذا كان بإمكانى أن أنضم إليه فى رحلته، فرحب بى بحماس شديد، وهكذا وجدت نفسى أنضم إليه وإلى صديقه "هنرى" لنبدأ معًا رحلتنا عبر بلاد الشام.
ويتابع: أعترف أننى تعلمت كثيرًا خلال الأيام العشرين التى قضيناها مرتحلين عبر هذه البلاد، فى البداية كنت أشعر بالمسئولية الثقيلة، ووجدت نفسى العربى الوحيد بين جماعة من الأجانب، لا أفهم لغتهم ولا يفهمون لغتى، وبدأت أشعر بالغربة بينهم، ونحن نتنقل من بيروت إلى شمال لبنان، ثم نعود أدراجنا لنعبر الحدود إلى دمشق، ثم نختلف مع عامل الفندق فى دمشق؛ لأنه لا يريدنى أن أقيم معهما فى غرفة واحدة لأن ذلك ممنوع، ووجدت نفسى مسئولاً عن – كما تحتم على هويتى كعربى – حمايتها من الغش الذى يتعرضان له باستمرار من جانب السوريين لأنهما سائحان، وأن أتولى كل مهام التعامل مع المحليين من سائقى التاكسى حتى الباعة الجائلين.
لكن مع الوقت زاد استمتاعى بمهمتى غير المألوفة، فصرت اعتبر نفسى سفيرًا عن جنسى ودينى أمام اثنين من الأجانب، مطالبًا بصفة دائمة أن أقدم لهما الصورة المشرفة من حضارتنا، نزور معاً المسجد الأموى الكبير ونمضى إلى قبر سيدنا يحيى - عليه السلام – ثم قبر صلاح الدين الأيوبى، ونقف أمام مقام سيدنا الحسين، الذى يقول السوريون إن رأس الحسين بن على قد دفن فيه.
وفى صلاة الجمعة أصر "هنرى" أن يأتى معى ويؤدى الصلاة وسط عشرات الآلاف من المصلين فى مشهد أثار دهشته وانبهاره، وفى الصحراء الأردنية أتعامل مع البدو وأفاصل معهم فى أسعارهم وأحاول أن أجد تخفيضًا لنا وهم مشتتون لا يعرفون هل يعاملوننا معاملة الأجانب أم معاملة العرب؛ لأننى هناك.
ويقول مصباح: إن أجمل ما فى الرحلة هو محاولتنا الدائمة لأن نستوعب الاختلاف بين الدول الثلاث التى زرناها، ساعتان فحسب نقلتنا من بيروت إلى دمشق، كانت كأننا انتقلنا بين عالمين مختلفين تمام الاختلاف، ساعتان أخريان نقلتنا من دمشق إلى عمان، فدخلنا عالماً ثالثًا.. أبسط مثال على ذلك العلم اللبنانى الذى كنا نراه فى كل مكان فى لبنان، صورة حافظ الأسد المعلقة فى كل مرمى وعلى كل مبنى وفى مقدمة كل متجرٍ فى سوريا، الشوارع والمساجد والنوادى التى تحمل أغلبها أسماء العائلة الملكية فى الأردن.
انتهت رحلتنا الطويلة فى القاهرة، اصطحبت صديقىَّ السويسريين إلى رحلة لن ينسياها إلى مسقط رأسى فى الدقهلية، ثم عدنا إلى القاهرة نجوب شوارع الحسين وخان الخليلى وقضينا آخر ليالينا فى ساقية الصاوى على ضفاف النيل، قبل أن أودعهما وهما فى غاية الحزن والأسف، لأن جولتهما فى الشرق الأوسط قد انتهت
No comments:
Post a Comment