قليلة هي الفرص التي تسنح لى كي أستمع إلى أحاديث فتيان وفتيات الـAUC عن قرب..صحيح أنني مندمج تماما فى مناخ الجامعة،لكنني دائما محاط بدائرة من أصدقائي المتحمسين الذين يتحكمون فى أنشطة الطلبة وأنديتها فى الجامعة وهم أكفأ وأنشط طلاب الجامعة وأفضلهم كذلك..أما هؤلاء الذين يذهبون للجامعة كى يحضروا المحاضرات ثم يرحلون عنها دون أن يفعلوا أكثر من ذلك فهؤلاء لا أحتك بهم إلا فى الفصول وفى خلال المشروعات المشتركة القليلة التي نفعلها معا.
بدأ اليوم بفصل الإعلان Advertising 315، وكان الدور قد حان على أنا وصديقى الباكستانى عثمان كى نقدم للفصل عرضنا التقديمى – الـPresentation يعنى – عن الماركات الشهيرة التى نحن بصدد مناقشة شعاراتها ولوجهاته وما إلى ذلك..مرت الـ Presentationعلى خير، وكنت هادئا جدا ولم أتوتر إطلاقا..بعد أربعة أعوام من الدراسة فى هذه الجامعة يصير الوقوف أمام زملاءك والتحدث عن موضوع ما أمرا عاديا..الأمر اختلف معى كثيرا عما كنت عليه منذ أربعة أعوام حين وقفت أمام زملائى فى معهد اللغة الإنجليزية ELI أحدثهم عن جائزة نوبل للسلام..يا للتوتر!
المحاضرة التالية كانت فصل التسويق Marekting 302، وهى فرصة جيدة للراحة بين المحاضرة التى تسبقه والمحاضرة التى تليه..فالبروفسير أمريكي يتحدث باستمرار عن أشياء غريبة،ويظل يسأل الطلبة عما يفضلونه من ماركات ومن منتجات،وكل محاضرة يظل يسألنا عما إذا كنا نفضل البيسبى أم الكولا..هل تشرب كنز بيبسى واحد يوميا أم كنزين أم لتر دفعة واحدة؟..وكل هذه الأسئلة التي تجعل حالة من الوجوم تخيم على الطلبة وكأن على رؤوسهم الطير.
كالعادة جلست فى أخر مقعد في الفصل أراقب الطلبة الذين سيطر عليهم الملل..فتاة فتحت الفيس بوك على اللاب توب الذى لا يرى البروفسير شاشته طبعا..فتى انهمك فى رسم وحش أسطوري فى كشكول محاضراته..زميلي الجالس جوارى لا يكف عن التململ ويهمس لى من حين لاخر: "إيه الفقع ده..إيه الفكس ده"، وأرد عليه مبتسما:"يا عم فاكس"!
كنت أفتقد صديقي محمود حيث اعتدنا أن نجلس معا فى أخر مقعد في الفصل..أنا أقرأ كتابا أو أدون بعض الأفكار و صديقى يفتح الـ iphone ويظل يلعب عليه طوال المحاضرة..هذه المرة جاء متأخرا وجلس بعيدا عنى..
المحاضرة الثالثة كانت السيكولوجي..لحسن الحظ لم يعمل البروجيكتور وظلت البروفسير تبحث عمن يصلحه حتى تعرض علينا فيلما أو عرضا تقديمياPresentation- لا فارق..المهم أن الجهاز أعلن التمرد ورفض أن يعمل..الحمد لله..خرجت الدكتور تبحث عن العامل، بينما راحت الفتيات فى الفصل –وهن أغلبية عظمى – تتمنين أن تلغى محاضرة اليوم- تتكنسيل يعنى..وهنا استغلت أحداهن أن الدكتور غير موجودة ليبدأن مناقشة مهمة جدا..فقد اكتشفت الفتاة فرعا جديدا لسلينترو قد فتح الجامعة..واو!..فرع جديد لسلينترو!..وهكذا تحمست صديقاتها..
قالت أخرى أن أكثر ما أثار شغفها حقا هو "البسين" الجديد الذى افتتح في مركز الألعاب الرياضية فى حرم الجامعة الجديد..أطلقت صديقاتها كثيرا من "وووه" و الـ "واو"، وقد تحمسن لتجربة "البسين"..لازم ننزل البسين يا جماعة..و قالت ثالثة: الجامعة فعلا تطورت قوى.بس ناقص يفتحونا كوافير في الجامعة!
كانت الفكرة عبقرية حتى أنها نالت استحسان أغلب الفتيات فى الفصل..واو! كوافير فى الجامعة!..وهكذا تضمن الواحدة منهن المحافظة على أناقتها طوال الوقت..وعلى رأى إحداهن: "بدل ما نروح كوافير بره، نسيب الجامعة تستنفع"..
كنت أتظاهر طوال الوقت بتصفح كتاب السيكولوجى بينما أنا أستمع إلى تعليقاتهن باهتمام..والله الفكرة عجبتنى..هن يطالبن بكوافير فى الجامعة، ومن حقنا أيضا –نحن معشر الفتيان- أن نطالب بحلاق في الجامعة..إشمعنى يعنى؟
A filmmaker and an author
كاتب ومخرج، تخرج فى قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2010،.2011.
كتب وأخرج أول أفلامه القصيرة "أخر سبع دقائق" عام 2011، عرض خلال مهرجان الدوحة ،كما أنتج عددا من الأفلام القصيرة والوثائقية للمخرجين العرب والأجانب، أهمها فيلم "قهوة عادى، القاهرة" للمخرج الهندى ريتش بترا، عرض الفيلم فى عدد من المهرجانات العالمية وحصد جائزة لجنة النقاد الدولية من مهرجان أوبرهاوزن بألمانيا وجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان ترايبكا السينمائى 2012
فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلى عن فيلمه "أجمل يوم فى حياتى" فى مهرجان أفلام الموبايل 2012، كما يعرض له فيلم "طارق" –من إنتاجه وإخراجه وتأليفه بدعم مالى من مؤسسة الدوحة- ضمن مسابقة الأفلام العربية فى مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائى 2012.
No comments:
Post a Comment