دعوته إلى تناول العشاء معى،ووعدته بتجربة جديدة فى القاهرة..طلب منى أن نأكل طعاما مصريا خالصا، فقفز اسم فرح إلى ذهني..سألته:
- هل ذهبت إلى المهندسين من قبل؟
- مرة واحدة فقط.مع بعض الأصدقاء!
وهكذا قررت أن أصطحبه إلى المهندسين..نزلنا معا وأخذنا تاكسيا..لسبب ما اتخذ السائق طريقا طويلا جدا..انشغلت عن متابعة الطريق بحديث مع جونا عن الإعلانات التى كانت تتألق فى ظلام الليل على مباني المدينة..فى شارع شهاب لاحظت عينا جونا تهتمان بمتابعة فتى يعاكس فتاة على جانب الطريق..الفتاة محجبة تلبس جينز ضيق وبوزة حمراء،والفتى يمضى خلفها دون خجل،وهى تبدو منزعجة بشدة..
أخيرا وصلنا للمطعم المصري جدا فى نهاية شارع جامعة الدول..ناولت السائق ورقة نقدية بعشرة جنيهات، هم أن يأخذها كلها فقلت:
- خد ستة بقى!
- العشرة كلها!
- خليهم سبعة..انت اللى أخدت طريق طويل..
أعطاني جنيهين أخذتهما وقررت أن أسكت لأن جونا معي..جلسنا على مائدة خالية وذهبت أحضر قائمة الطعام..طلب جونا منى أن أرشح له شيئا، فاقترحت الكباب أو الشاورما..أما أنا فنباتى ولن أكل سوى ورق العنب والبطاطس..
جاء النادل وتحدث معنا..من النظرة الأولى عرف أن جونا أجنبيا فحاول أن يتكلم معه بإنجليزيته الردئية،فرد عليه جونا بالعربية -الرديئة أيضا..ثم شكره قائلا: سوكرا جزيلا!
فى طريق العودة سرنا قليلا فى شارع شهاب..كان الساعة قد قاربت منتصف الليل..قال لى جونا:
- الكل هنا يستعمل الكلاكسات بشكل غريب جدا..بمناسبة أو بدون مناسبة..يصير ذلك شيئا مزعجا جدا ليلا!
بعد ساعة فى غرفته كان يرينى منزله فى ميريلاند..على شاشة اللاب توب، يرسم لنا برنامج جوجل إيرث صورة واضحة تماما للبيت الخشبي الصغير والأشجار الكثيفة التي تحيط به..كنت مبهرا بالدقة المتناهية التي وصل لها جوجل إيرث، وكان جونا يصف لى أين يركن سيارته وأين تترك والدته سيارتها..كما راح يرينى منازل أصدقائه ويتباهى بالهدوء الذى يخيم على منزله..لهذا يفتقد ميريلاند!
- لقد كان العشاء رائعا..لنفعلها مرة أخرى!
No comments:
Post a Comment