Friday, April 3, 2009

بص وطل: فيلم Outlander

أنت تعرف هذا النوع من الأفلام الذي يقدم لك غزاة الفضاء الخارجي الذين يأتون إلى أرضنا ليعيثوا فيها فسادا.. أنت أيضا تعرف مسلسلات وأفلام العصور الوسطى حيث البطل الخارق والوحوش الخرافية والمعارك التي لا تنتهي أبدا بين الإنسان والطبيعة.. هذا الفيلم ليس من بين هذين النوعين، لكنه نوع ثالث يجمع بين غزاة الفضاء الخارجي؛ الوحوش الخرافية وأبطال العصور الوسطى!

والحكاية تقع أحداثها في القطب الشمالي..تحديدا في النرويج..في عام 709 بعد الميلاد..إنه عصر الفايكنج..في أجواء العصور الوسطى حيث السيف هو اسم اللعبة، تحط مركبة فضائية غريبة على كوكب الأرض، ليخرج منها البطل الأسطوري كانيان، ومعه يبرز الوحش الخرافي الذي يطلقون عليه اسم موروين.. لا يعرف الوحش شيئا سوى التدمير والتخريب، فيعيث في بلاد الفايكنج فسادا مدمرا البشر والبيوت وكل أثر للحضارة في طريقه.

هنا لابد أن يتدخل كانيان ليوقف الوحش موريون، ولأنه ليس بوسعه أن يفعل ذلك وحده، فإنه يتحالف مع رجال الفايكنج ليخوض حربا بلا هوادة ضد الوحش الخرافي، لينقذ الحضارة البشرية من شروره.

بطل الفيلم هو الممثل الأمريكي جيمس كازيفيل، وإذا لم تكن قد عرفته دعني أذكرك به.. هل تذكر الممثل الذي أدى دور السيد المسيح في فيلم "آلام المسيح" فائق الشهرة قبل خمسة أعوام؟..نعم، إنه هو.. صحيح إنه يبدو مختلفا كثيرا، لكن لا تنس كم الماكياج والمؤثرات التي غيرت كثيرا من شكله ليؤدي دور المسيح في الفيلم الذي أثار ضجة عالمية وفجر غضب اليهود حول العالم وجلب التعاسة للمخرج ميل جيبسون ومعها أيضا حازت شهرة كازفيل الآفاق، فقد كان دورا لا ينسى مع المخرج توني سكوت بعدها في فيلم "شوهد من قبل –ديجا فو" لا جدال أن جيمس كازفيل كان أبرز أبطال فيلم Outlander، بأدائه الرشيق وجسده ممشوق العضلات وبراعته الشديدة في تقمص دور الفارس الغريب كانيان، حتى إن المشاهد يقع في حب كانيان بشدة ناسيا أنه غازٍ من الفضاء الخارجي لكنه يشبه البشر فحسب.

القصة كما نرى تقليدية للغاية، ولاتزال تتعامل مع عقول المشاهدين بحبكات قصص الأطفال.. هذا هو كانيان رمز الخير الذي يتصدى للوحش المخيف موروين الذي يمثل رمز الشر، وكالعادة أيضا لابد أن ينتهي الصراع بمشهد أسطوري يقف فيه الرمزان في مواجهة كل منهما الآخر، وبعد دقائق من الصراع مفعمة بالإثارة ينتصر رمز الخير ويسقط رمز الشر صريعا!

أسرف المخرج في مشاهد الحرب على طريقة العصور الوسطى، فهناك الكثير من الفرسان الذين يقودون الجياد وينطلقون راكضين بها، وسط صليل السيوف الذي لا يتوقف، ولابد أن يصاحب مشاهد الدمار الكثير من النيران التي تملأ شاشة السينما حتى تثير مزيدا من الرعب والإثارة في دماء المشاهدين.

ورغم ذلك فالمخرج قدم فيلما جميلا، تمكن فيه من السيطرة على مفردات الصورة، ونجح في تفجير إثارة الفعل في نفوس المشاهدين بموسيقى تصويرية رائعة وزوايا تصويرية متميزة تجعل المشاهد متابعا للمعركة من كل زواياها راصدا كل حركة لا سيما في مشهد الصراع الأخير بين كانيان والوحش موروين.

في رأيي الفيلم لن يضيف لك جديدا إذا قررت أن تصطحب أصدقاءك وتذهبوا لمشاهدته في السينما، ولا تعلق بعد نهايته سوى بعبارة "فيلم لا بأس به"، فإذا كان ذلك هو كل ما تريده فلا تتردد وشاهد الفيلم.

المقال على بص وطل:

http://www.boswtol.com/tafaneen/nkalamxfan_242_025.html

No comments:

Post a Comment